الأربعاء، 14 ديسمبر 2011

أمير بلغ العامين ..فإلى متى سيبقى بدون شهادة ميلاد ؟!



أمير بلغ العامين ..فإلى متى سيبقى بدون شهادة ميلاد ؟! 



أمير طفل لم يتعد عمره العامين، مأساته تبعث على الحزن والأسى، فوالده المعاق سمير عويضة 46 عاماً ، حبيس كرسي متحرك، فصل من عمله في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني قبل ثلاثة سنوات، وطردت أسرته من الشقة التي كانوا يستأجرونها إلى الشارع بعد أسبوع من ولادة أمير ليفترش مع والديه وإخوته الأربعة الأرض ويلتحفوا السماء، فيما ترفض وزارة الداخلية بحكومة غزة منحه شهادة ميلاد أسوة بغيره من الأطفال، لأن والده لا يملك تأمينا صحيا، بسبب تراكم المستحقات المالية عليه.

عويضة لم يجد في جعبته ما يقوله غير كلمات بسيطة تنم عن عظم المعاناة التي وصل إليها، بعدما أصيب بفشل في إحدى كليتيه، بالإضافة إلى ما يعانيه من أمراض مزمنة مرددا : ربنا ما بضيّع حق مظلوم.. حسبنا الله ونعم الوكيل .

فصول المعاناة
وبكلمات بسيطة لخص نجله محمد( 14) عاماً المعاناة المتفاقمة التي تعيشها أسرته وقال لمراسلنا : نحن محرومون من أبسط الأشياء، وبحاجة لكل شيء، فالبرد القارص ينهش أجسادنا التي تتضور جوعاً دون أن نجد كسرة خبز نأكلها في كثير من الأحيان، وصاحب الشقة يتعمد قطع الإنارة عن شقتنا وأحيانا الماء للضغط على والدي حتى يدفع الإيجار المتراكم عليه .

وتابع يقول بصوت شاحب: في كثير من الأيام أتردد في الذهاب إلى المدرسة، رغم تفوقي الدراسي، لأن زملائي يرتدون أفضل الملابس ويأكلون السندوتشات والحلوى، فيما أنا وأشقائي نتضور جوعاً ونحن ننظر إليهم .

مأساة أسرة المعاق سمير عويضة واحدة من عشرات وربما مئات من صور المعاناة التي يعاني منها المعاقون في فلسطين،

تساؤل
بعيدا عن مأساة عويضة وابنه يقف المعاق أحمد جاد الله متسائلا : أين يذهب المعاق؟ ولمن يلجأ؟ كل الأبواب موصدة في وجهه، في ظل عدم تطبيق قانون التوظيف الذي ينص على حق المعاق في العمل داخل المؤسسات والوزارات بنسبة 5% من عدد الموظفين ، مؤكداً أن اسمه رفع من كشف التوظيف لدى ديوان الموظفين للعمل في قسم التكييف والتبريد، لسبب أنه معاق رغم حصوله على الشهادات والخبرات المطلوبة.

وتابع يقول: أصبحت بعد فصلي من عملي بسبب المناكفات السياسية، وحرماني من الحصول على فرصة عمل أخرى، متسولاً أمام المؤسسات الإنسانية والجمعيات أنتظر بفارغ الصبر المساعدات الإنسانية التي لا تسمن ولا تغني من جوع مؤكداً أنه لم يعد يتمكن من توفير أدنى مقومات الحياة لأسرته المكونة من ثمانية أفراد في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها وشح مصادر الدخل.

إهمال وتقصير ..
وعلى ذات النحو، اتهم المعاق محمد أبو حسنة العديد من الجمعيات والمؤسسات باستغلال جراح ومعاناة الإنسان ذي الاحتياجات الخاصة لجمع التبرعات لحساباتها الشخصية، قائلاً: للأسف الشديد، هناك الكثير من الجمعيات والمؤسسات الكبيرة تعمل تحت مسميات دعم الإنسان المعاق، فيما تذهب الأموال التي يجمعونها لحساباتهم الخاصة ولا ينال ذوو الاحتياجات الخاصة منها إلا النذر القليل ، موجهاً أصابع الاتهام بالقصور والإهمال في التعامل مع حق المعاقين لوزارتي الشئون الاجتماعية بغزة ورام الله.

وتساءل: ماذا تكفي مساعدة الشئون الاجتماعية كل ثلاثة أشهر لمعاق يعيل أسرة صغيرة أو كبيرة وبحاجة لعلاج مستمر؟ ، مطالباً الشئون الاجتماعية بإعادة النظر فوراً في مساعدتها التي تقدمها للمعاقين، إلى جانب التحرك الجاد لمتابعة عمل الجمعيات التي تعمل تحت مسميات دعم وتأهيل المعاقين.

المعاقون مهمشون..
من جانبه، أكد مدير الاتحاد العام لمعاقي فلسطين – فرع خان يونس، خالد قنن، أن فئة المعاقين من أكثر الفئات المهمشة في فلسطين، وأن المشكلة تكمن في أنه لا يوجد أحد يطبق القانون الخاص بذوي الاحتياجات الخاصة.

وأردف يقول: يجب أن نعرف أن حقوق المعاقين متلاصقة، ولا يمكن أن نتحدث عن حق المعاق في العمل قبل الحديث عن حقه في التنقل وفي الخدمات الصحية والاجتماعية...الخ . مشدداً على ضرورة الإسراع في تطبيق قانون عمل المعاق بالمؤسسات والوزارات، الصادر عن الرئيس الراحل ياسر عرفات، ومصدّق من قبل المجلس التشريعي عام 1999م.

وشدد قنّن على ضرورة أن تضم المؤسسات التي تعنى بالإنسان المعاق، النسبة الأكبر في عدد موظفيها من ذوي الاحتياجات الخاصة، مؤكداً أن العكس ما يحدث داخل الجمعيات والمؤسسات التي تعنى بالإنسان المعاق.

وحول وصف بعض ذوي الاحتياجات الخاصة الجمعيات المؤسسات التي تعنى بالمعاقين بـ الدكاكين ،قال مدير الاتحاد: للأسف هناك بعض الجمعيات تستغل الثغرات الموجودة في قانون الجمعيات، لتجيير الكثير من المشاريع لصالح غير المعاقين من أقاربهم ومعارفهم ليتسنى لهم تحقيق بعض المكاسب المادية ، وعازياً ذلك إلى غياب دور الرقابة الحقيقي للمؤسسات المعنية بالمعاقين.

الأعلى على العالم ..
وأظهرت إحصائيات فلسطينية رسمية أن نسبة المعاقين في الأراضي الفلسطينية وصلت إلى نحو 3.5% من مجموع السكان، وهي نسبه اعتبرها مركز الميزان لحقوق الإنسان الأعلى على مستوى العالم.وقال المركز في بيان أصدره بمناسبة اليوم العالمي للمعوق الذي صادف يوم 18 تشرين الثاني إن العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة أضاف نحو 500 شخص إلى صفوف ذوي الإعاقة، جراء بتر في الأطراف، وضرر في حاستي السمع والبصر .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق