أين يذهب ما يتم ادخاله من وقود؟؟
غزة: أزمة المواصلات تتفاقم والاستغلال والاحتكار ظاهرة عامة مع غياب الرقابة؟
غزة-تقرير فلسطين برس- بعد أزمة خانقة بنقص الوقود وانقطاع الكهرباء في قطاع غزة امتدت لاكثر من شهرين والاعلان عن إدخال كميات من الوقود عبر معبر كرم أبو سالم , استبشر المواطنون خيرا بقرب انهاء تلك الأزمة ولكن آمالهم تبخرت بعد لحظات ليستمر الحال كما هو ولتلحق الوقود المدخلة عبر المعابر والأنفاق لآمالهم المتبخرة حتى بات لا يعلم أحد أين تذهب تلك الوقود التي يسمع يوما عن إدخالها لقطاع غزة.
وفي حالة الباخرة القطرة التي أعلن عنها اسماعيل هنية رئيس الحكومة المقالة في غزة يبدو أن المواطنين في غزة لم يعيروها أي اهتمام لقولهم أنها ستتبخر كما تبخر ما سبق والأزمة ستبقى سيد الموقف في هذا القطاع الساحلي المطحون بالأزمات اليومية, حيث المسيطر والسائد في هذا الشريط الساحلي هي السوق السوداء التي يمكن أن تجد فيها كل شيء ولكن بأسعار خيالية وأرباح طائلة لمحتكريها ومستغلي معاناة الناس.
لا موعد لادخال الباخرة القطرية
وفي تطورات الأزمة طالب محمد عوض نائب رئيس الحكومة الحمساوية المقالة اليوم، السلطات المصرية بالتدخل من أجل السماح بدخول حمولة باخرة الوقود القطري عبر معبر رفح، بدلا من إدخالها عبر معبر كرم أبو سالم والذي تسيطر عليه سلطات الاحتلال.
ورفض عوض في تصريح صحافي التعليق عن المدة الزمنية لوصول الوقود القطري إلى قطاع غزة، منوهاً إلى استمرار إغلاق معبر كرم أبو سالم .
إسرائيل تطالب بافراغ الباخرة في اسدود
وكانت إذاعة الاحتلال قد قالت إن باخرة الوقود القطرية والتي من المفترض أن تصل إلى قطاع غزة لحل أزمة الوقود لن تدخل عبر كرم أبو سالم إلا بإفراغ حمولتها عبر ميناء اسدود.
ويُعاني قطاع غزة مُنذ شهرين من أزمة حادة في الكهرباء والوقود، الأمر الذي أثر على كافة مناحي الحياة والقطاعات الحيوية للسكان، كالمرافق الصحية والتعليمية، والبنى التحتية ومشاريع الصرف الصحي، فضلا عن توقف محطة الكهرباء الوحيدة المُغذية للقطاع عن العمل، لنفاد المخزون الاحتياطي من الوقود.
الازمة تدخل شهرها الثالث ولا حل بالأفق
ومع دخول الأزمة لشهرها الثالث يبدو أنه لا حل في الافق القريب مع غياب مسؤولية المسؤولين والقاء التهم على الغير للتملص من المسؤولية وترك الشعب في غزة لقمة سائغة للمصائب والمعاناة واليأس الذي تملك قلوب وعقول الناس حتى أصبحوا يكفروا بالحزبية والقيادة الحالية.
وبالرغم من اشتداد الازمة يوما بعد يوم إلا أن بعض الدخلاء يصرون على استغلال معاناة الناس ولكن يبدو هذه الايام أن الاستغلال أصبح بموافقة الطرفين وبمباركة شعبية وذلك لغياب الرقابة والبديل المناسب مما يفتح شهية المستغلين للتطاول والمزايدة لطحن وقهر هذا الشعب.
السائقين والركاب والموظفين نموذج من عشرات نماذج تلك الازمة , حيث اعتمد السائقين وبرضا المواطنين تسعيرة جديدة وشفوية للمواصلات نتيجة الأعداد الهائلة من المواطنين المصطفين في الشوارع , وسط التوعد الشفوي أيضا من قبل وزارة المواصلات التابعة لحكومة حماس والتي تغض الطرف عن الاستغلال والخروقات والمراقبة نتيجة تفاقم الأزمة.
أربع ركاب..وليس ثلاثة شرط
أبو جمال سائق سيارة أحد سيارات الأجرة بخط صلاح الدين ,قال :' أزمة المواصلات وانقطاع البنزين أصبح أمر عادي ومجرد انتهاء اليوم نشعر أن الأزمة انتهت وفي صباح اليوم التالي يبدأ الشعور بها مجدد,ا وهكذا الحال حتى ينفذ البنزين من سيارتي وأعود بيتي لأتحسر على هذا الوضع الدائم كما أرى' , مناجياً الله أن يزول هذا الوضع ويعود الحال كما كان على الأقل حتى يستقر الأمر.
وأوضح بعض السائقين أن أزمة المواصلات تشعرهم بالاستياء فيضطروا في بعض الأحيان الى أن ينقلوا عدد كبير من الركاب في السيارة فوق الحد المسموح به للتخفيف من تكدسهم على الطرقات ويكسبوا بعض النقود لتغطية تكلفة غلاء الوقود ' وفق تبريرهم, مشيرين إلى اتهام بعض المواطنين لهم باستغلال الأزمة لتحقيق بعض الربح وان هذا العمل من اجل الحصول على المال,مؤكدين على عدم اكتفاء بعض المواطنين بذلك.
فقال محسن أبو نجمة احد السائقين:' نحن الطرف الأول المتضرر من هذه الأزمة وما زلنا ندفع التكلفة ورغم ذلك لم نستسلم.
وأشار أبو نجمة أن السائقين ليسوا استغلاليين ولكنهم يساهموا قدر الإمكان في العمل في سبيل كسب الرزق ولا ننكر تواجد فئة من السائقين تستغل الوضع لصالحها وتأخذ من الركاب زيادة عن أجرتها وتزيد حمولة السيارة الضعف ولا تتنازل في ذلك.
استغلال برضا الطرفين
وأوضح أبو نجمة بأن هذه الفئة لم تتواجد من فراغ بل من رضا المواطن وسكوته على هذه الفئة ,مؤكدا أن الوضع السيئ على جميع المواطنين في قطاع غزة وعلينا التوحد على الأقل في هذه الفترة حتى تنتهي هذه الأزمة.
أما المواطنين الذين تكدسوا على جنبات الطرقات قالو: كنا متفائلين عندما سمعنا بخبر دخول الوقود إلى غزة قبل فترة ,وتابع أحد المواطنين:' انتهاء أزمة الوقود كان مجرد كلام , بات لا فرق عندهم إن دفعوا زيادة بالأجرة أم لا, فالحكومة المقالة تعرف بالاستغلال والاحتكار في السوق ولكنها تحجب النظر عنه'.
وأشاروا إلى أن السائق يريد أن يعتاش وهم يريدوا أن يستقلوا سيارة ؛فالاستغلال بات أمر عادي وبرضا المواطنين ولم يعد الآمر يشكل فرقا عند البعض وماذا كنا سنعيش في ظل هذه ألازمة لمدة طويلة فلا بد من تقديم بعض التنازلات خاصة .
وطالب عدد من المواطنين حكومة حماس المسيطرة على قطاع غزة باتخاذ مزيدا من التدابير لحل أزمة الوقود , والعمل على فرض تسعيرة مناسبة للجميع تساعد السائقين في أزمتهم ولا تتجنى على المواطنين .
رئيس أصحاب شركات الوقود محمود الشوا أوضح بأن الأزمة تزداد سوءاً والوقود لا يدخل إلى غزة منذ فترة والكمية المهربة من مصر لا تكفي ,مشيراً إلى أن كمية الوقود الإسرائيلي الوافد إلى غزة 10% تقريبا أي اقل من الحد المسموح به من الكمية المطلوبة والمتفق عليه.
وطالب الشوا الجهات الدولية للضغط على 'إسرائيل' لحل أزمة الوقود ودخول الكمية المتفق عليها , مشدداً على ضرورة التدخل لإنقاذ غزة من أزمة انقطاع الوقود المتفاقمة التي تعاني منها غزة منذ ما يزيد عن ثلاثة أشهر.
ولكن وسط هذا الحديث الذي أصبح مكررا ومملا عن تلك الازمة التي يبدو أنها ستنتهي بعد قيام الساعة كما قال الشوا في تصريح سابق يظهر عدة أسئلة حول الوجهة الحقيقية للوقود الذي يدخل غزة وحتى لو كان قليلا وأين يذهب ومن يتحكم بمصدره وكيف يباع في السوق بأسعار خيالية ومن يجني الأرباح إذا افترضنا أن حكومة حماس مسيطرة على الأمن والآمان في تلك القطعة الغالية من وطننا العزيز والتي أصبحت رماد يعشعش فيها اليأس والألم بعد خمس سنوات عجاف وما زلن مستمرات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق