الأربعاء، 25 ديسمبر 2013

أبو شعر/ سمسار عرسان وعرايس مجانا


يجلس مع الشباب لتقييمهم قبل الزواج ثم يطرح عليهم أسماء عدة فتيات..الاول من نوعه فى غزة : محمد أبو شعر سمسار عرسان وعرايس مجانا


حينما يبدأ العريس بفكرة الزواج وجاهزيته لهذه الحياة تبدآ رحلة المشقة في البحث عن عروس بمواصفات خاصة في ظل ازدحام سكة العرائس والفتيات والعوانس بهن ،ولكن رغبة كل الفتيات بالزواج تبقى حبيسة بداخلهم لحين وصول ابن الحلال ليطرق باب المنزل باحثين عن المواصفات.

" أمشى بجنازة ولا تمشى بجوازه " مثل  تسمعه من اى شخص حينما تسأله عن فتاة معينة أو تبحث عن عروس ، لاختلاف نظريات العرسان وظروف حياتهم ونظرتهم المستقبلية وحصارنا الذي  يفسد أجمل بيت زوجية نتيجة البطالة المستشرية ، وخوفا من المساعدة في الزواج والانتهاء قريبا الطلاق

إلا أن المواطن محمد أبو شعر  "52  عاما " سلك طريقا يعتبر الأول من نوعه على مستوى قطاع غزة بعكس نظرية المواطن الفلسطيني الذي ينأ بنفسه بعيد عن مساعدة شخص في الزواج ، وأصبح يجمع زوجين بالحلال ويبحث عن الشباب والفتيات الصالحين والراغبين بالزواج ويوفق بينهم حسب نظريته.

أبو شعر الذي كان متفوقا في دراسته لكنه لم يكملها رغبة في العمل داخل أراضينا المحتلة قبل التسعينات خلق منه رجلا قويا عايش كل ظروف الحياة ومعاناتها ،وأتقن عدة مهن من خلال عمله بها ، إلى أن فاجئه الرفض الامنى من الاحتلال الاسرائيلى بداية التسعينات مما اضطره للبقاء داخل غزة والعمل كسائق تاكسي أجرة .

يسكن طوال حياته شرق دير البلح  حتى عام 2009  كانت البداية لحياة جديدة حيث هدمت جرافات الاحتلال منزله ضمن 28 منزلا قريبة من الحدود الشرقية مما اضطره للاستئجار وسط دير  البلح ، حيث تزوج أربع سيدات توفيت أحداهن ، وأنجب 15 عشر فردا يعيشون معه في بيوت منفصلة واستشهد احد أبنائه .

بداية طريقه في التوفيق بين الراغبين في الزواج كانت بطريق الصدفة حيث يزور أصدقائه باستمرار  في كافة مناطق قطاع غزة وشاهد عند العديد منهم عدة فتيات في سن الزواج

 وتصادف سؤال احد جيرانه ومعارفه عن عروس فجلس معه وتحدث طويلا في الموضوع إلى أن ذهب معه لإحدى بنات أصدقائه وتم الزواج .

وبتفاصيل أكثر يشرح عن هذه الفكرة قائلا " خبرتي في المجتمع ساعدتني في التوفيق بين الراغبين في الزواج وبالدرجة الأولى كنت اعمل كطبيب نفسي للشاب وأقيمه إذا كان يصلح للزواج وما هي أهدافه من الزواج ، وادخل له من كافة الجوانب من خلال عدة جلسات للتأكد من جديته ومصداقيته وتأهله لهذه الحياة الجديدة "

وقال " كثير من الفتيات يرغبن بالزواج وبأقل التكاليف وكذلك الأمر هناك الكثير من الشباب وصلوا سن 30 وليس بمقدورهم الزواج نتيجة الأعباء المترتبة على الزوج من غلاء مهور وبيت خاص وتكاليف الفرح ، وفى كل دول العالم يساعد أهل العروس الشاب في مصاريف الزواج إلا في فلسطين فالعريس بتحمل كافة الأعباء لوحده"

وشاهد أبو شعر في بعض الأوقات 6 فتيات في منزل واحد مما دعاه جديا للتخفيف عن أسرة صديقه بإرسال شباب راغبين في الزواج بعد متابعة جديتهم وتأهلهم للوصول لبيت العروس ، وبساطة أهل العروس دائما تساعده على تزويج بناتهم ، ويتعب قليلا مع الأسر التي لا تتنازل عن المهور المرتفعة أو إذا كانت العروس موظفة فتشعر بالغرور وترفض العرسان ثم تصدم بالواقع وتشعر بالندم بعد وصولها سن الأربعين مما يجعلها تبحث عن اى شخص يسترها وربما لا تتوفق في ذلك.

أول حالة كان لابو شعر لمساته في التوفيق بينهما هو صديق له وابنة صديق أخر ويسرد تفاصيل الحالة الأولى قائلا  " لي صديق دكتور متخصص في الإعشاب والرجيم ومتمكن ماليا وعنده أولاد وبنات وهو في الخمسينات من العمر وابلغني برغبته في الزواج وطلب منى شابة تناسبه وتصلح له ، برغم الفتيات اللواتي يترددن يوميا على عيادته  وبحثت بمعارفي عن شابة تناسبه سنا فطرحت على احد اصدقائى وتمت الموافقة والزواج وأنجبا طفلين "

ودخل أبو شعر في إحدى المشاكل الزوجية بين شاب وزوجته ووالدها لفض خلاف كبير بينهما وبعدها وجد أن الطلاق هو الحل الوحيد بين الزوجين لراحتهما وموافقتهما ، انهي الموضوع القائم بينهما بالتراضي ثم قام بتزويج الشاب المطلق فتاة تناسبه وتناسب احترامه وشخصيته .

وحينما يلمس أبو شعر الجدية في العريس والجاهزة لذلك يطرح عليه عدة أسماء لفتيات يناسبنه وحسب مواصفاته ، ثم يقوم بالمتابعة بين الطرفين لحين الوصول للفتاة المناسبة ، ثم يبدأ بالإجراءات الرسمية لذلك.

ولا يتلقى أبو شعر اى مبلغ نتيجة هذا العمل والتوفيق بين الراغبين في الزواج ، حيث عرض عليه الكثير منهم الهدايا بعد هذا التوفيق إلا انه رفض، ولا يطلب سوى الأجر من الله عن هذا العمل والدعاء له.

ويشعر بسعادة بهذا المهنة ويحظى بابتسامات زوجاته بعد حصول النصيب وزواج عروسين على يده ، ويتعامل بسرية تامة عن ما يخص العريس والعروس ، ويجلس عدة مرات مع فتيات راغبات في الزواج في محاولة للتخفيف من طلباتهم وشروطهم لتسهيل الحصول على زوج مناسب والتنازل عن شروطهن .

وبعد تزويجه لما يفوق العشرين شابا وشابة  بدأ هاتفه الخلوي بالرنين باستمرار على مدار الساعة لشباب طالبين فتيات للزواج في ظروف معينة ، وأمهات يطلب شباب مؤهلين للزواج من بناتهم فيقوم بتسجيل هواتفهم ثم  يتابع الأمر معهم تدريجيا .

 وأجمل قصة له في هذا العمل حينما طلب صديق له عمره 65 عاما عروسا ، حيث أن صديقه متمكن صحيا وماليا من الزواج ،وحينها تنازلت شابة عمرها 37 للموافقة ومقابلة هذا المسن للزواج، ولكن بعدما شاهدها المسن رفض وطلب عروسا بمواصفات تبدأ من جميلة جدا  وتنتهي عند أن تكون دون ألـ 25 من عمرها فتركه  ورفض أن يسير في طريقه لأنه من المستحيل أن تبيع شابة حياتها لمسن بهذا العمر .

ومن ضمن الراغبين بالزواج كان عدة شباب أعمارهم ما فوق ألـ 30 عاما ولكن لا يمتلكون عملا ثابتا فعرض على عدة فتيات يعملن في محلات كوافير ومنهم في التحاليل الطبية ولكنهن رفضن ، وحينما قابلنه بعد عامين أبدو الندم على رفضهم العرسان في الفترة السابقة وما زالوا عانسات .

وفى نهاية حديثة تمنى أبو شعر السعادة التامة للشباب والشابات في المجتمع الفلسطيني ، وطالب الاهالى بالتعاون وتخفيض المهور والتسهيل على العرسان وان يختاروا لبناتهم من يخاف الله ليعيشوا بسلام .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق