يطمح أن يكون قاضياً بغزة.. محمد جندية: كفيف جامعى يقود الدراجة الهوائية بإحساسه.

شاءت الأقدار أن يولد الشاب محمد جندية " 20 عاما " من حى الشجاعية شرق مدينة غزة كفيفا ، ويتأقلم على حياته وتدبر شؤونه ويقوم بأعماله باحساسه .
الأيام الصعبة كثيرة التي مرت على جندية في حياته ،فمنذ ولادته كفيفا نتيجة صلة القرابة بين والديه ، بدأ يتحدى اعاقته بالنجاح والدراسة والتفوق ، بعد عمليات كثيرة اجراها فى عينه محاولا العلاج والتشافى .
جندية التحق فى مدرسة خاصة للمكفوفين خلال المرحلة الابتدائية ، وفى مدرسة اخرى خلال المرحلة الاعدادية والثانوية ، وواصل للثانوية العامة فى احدى المدارس الحكومية النظامية ، وبدأ يصنع حياته منها ، فى حين ان جميع الظروف المحيطة تقف ضده لعدم مساعدته من احد .
وقال " ساعدتنى اسرتى فى الوصول للنجاح وتحقيق اهدافى وطموحى ، وحصولى على منحة جامعية بعد نجاحى فى الثانوية العامة بمعدل 73% ، ودرست فى الجامعة الاسلامية بتخصص الشريعة والقانون " .
كما يتحرك جندية داخل الحى بمفرده ، الا انه يشعر بالانزعاج حينما يطلب من شخص ايصاله خارج الحى بعيدا عن منطقته ويلقى طلبه بالرفض .
وتابع " حفظت القران كاملا ، ولدى موهبة التمثيل ولعب رياضة كرة الهدف الخاصة بنا ، كما اقود الدراجة الهوائية بمفردى داخل شارعنا والحى كاملا ، واتحسس من اى عوارض امامى باحساسى ، كما قمت بقيادة دراجة نارية برفقة شقيقى ونجحت بذلك بعد تعلمى عليها ، واتابع دراستى فى الجامعة من خلال الكمبيوتر واتعامل معه من خلال برنامج تقوم بتحويل كل الملفات لملفات صوتية " .
ويعتبر جندية اجمل ايام حياته هى لحظاته داخل اروقة الجامعة التى يساعده فيها الكثير من اصدقائه ، وجعلته يتعرف على الكثير من الاصدقاء الجدد ، الذين رفعوا من عزيمته .
ويطمح ان يكون قاضيا فى المستقبل بعد انتهائه من دراسته الجامعية بهدف ايصال القضية الفلسطينة للعالم ، وتطبيق العدالة على الارض .
كما تمنى عند حديثه لمراسل دنيا الوطن من المؤسسات الحكومية مساعدته بتوفير علاجه الخاص بالعين ، والذى يصل سعره اسبوعيا 500 شيكل فى حين ان والده لا يعمل ، حيث يعمل هذا العلاج على تخفيف الضغط على عدسة العين وتجنب ازالتها .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق